[b]يتوافد مئات من الاخوة السوريين في محافظة طرطوس الساحلية إلى قبر
عمره 27 سنة مضت، وذلك لرؤية المياه وهي تتسرب، منذ عدة أسابيع، من جدران
القبر دون انقطاع، وقد راح الكثير منهم يعبئ هذه المياه للتبرك بها.
وبحسب روايات أهل المنطقة فإن الشخص المدفون في القبر يُدعى ابراهيم
اسماعيل، وعاد إلى بلدته بعد اغتراب 50 سنة في البرازيل، وتوفي منذ 27
عاما، ودفن في قرية "ضهر مطر" (ناحية السودا منطقة الشيخ بدر).
مياه .. في تربة جافة
وكان من بين الشهود العيان على الموقع، الصحفي والمحامي لؤي اسماعيل الذي روى ل"العربية.نت" بعض ما شاهده هناك.
وروى الصحفي اسماعيل، من موقع "النزاهة" الاخباري المحلي، للعربية.نت أن
"المياه بدأت تتسرب من ناحية رأس المدفون منذ 3 أسابيع، في الخط الفاصل
بين القاعدة الاسمنتية وشاهد القبر".
وأشار إلى أن عدد زوار القبر بلغ الآلاف، ويزوره يوميا مئات الأشخاص، ويبقون حتى نهاية الليل حيث تحول إلى مزار ويتم التبرك به.
ووصف موقع القبر "التربة جافة ولا رطوبة فيها أبدا وهذه الفترة لم تتساقط
الأمطار فيها، كما تهب رياح شرقية تجفف التربة أكثر، وطبيعة الأرض لاتختزن
المياه ولاتوجد بركة مياه قريبة"، مشيرا إلى أن هذا الكلام أدلى به خبراء
زاروا الموقع.
وقال "نتمنى من السلطات المختصة أن تتأكد من الأمر من خلال تحليل المياه والتربة وتقديم التفسير العلمي لهذه الظاهرة".
ويتناقل أهل المنطقة رواية مفادها أن "الشخص المدفون في هذا القبر عاش في
البرازيل 50 سنة لم يتحدث خلالها إلا اللغة العربية، وأنه كان كثير الصلاة
والتسبيح وكريما جدا، وهادئا، ويقوم بأعمال خيرية ومنزله كان مقصدا
للفقراء".
لايوجد تفسير علمي
أما الخبير الجيولوجي في مؤسسة مياه طرطوس محمد مونّس، فقال ل"العربية.نت" أنه "لا يوجد تفسير علمي لهذه الظاهرة".
وأوضح "نحن كخبراء ندرس من أين تأتي المياه، فوجدنا أن المياه تأتي من الجانب الأسفل للقبر، من بين الاسمنت المسلح".
وأضاف "التربة جافة، والمنطقة المتبقية لايمكن أن يتجمّع الماء فيها،
واقرب مصدر مائي بعيد عن القبر أكثر من 500 مترا، ولو رشح الماء منه
لايمكن أن يصل إلى القبر لأن المنطقة ركامية قديمة".
ولفت إلى أن "صندوق القبر الاسمنتي مغلق تماما، كما أنه يوجد جفاف،
والمنطقة حارة، ورغم ذلك فإن تسرب المياه بقي على نفس المستوى دون زيادة
أو نقصان، وعلى مدار 24 ساعة... وقريبا سوف تخضع المياه لفحص مخبري".
تبقى الإشارة إلى أن طرطوس عرفت أيضا ظاهرة مشابهة في منطقة أخرى منذ فترة
قريبة أيضا. وذكرت شبكة "سيريا نيوز" الاخبارية المحلية أنها حصلت في قرية
"خربة السنديانة" حيث يرشح الماء من زوايا قبر طفل، ومن الجهات الأربع،
وكان الرشح متواصلا إلا أنه يخف ويعود ليزداد بين الفينة والأخرى.
وقام الكثيرون بمحاولة تعبئة قطرات من الماء الراشح للتبرك بها إضافة إلى استخدام أجهزة الهاتف النقالة لتصوير الحدث.
[/b]